إستراتيجيات الخطاب السياسي الكوردي

الملخص

    إستراتيجيات الخطاب من الأمور المهمة في بناء الخطابات وفي دراستها وتحليلها، كونها مرتبطة بالأساليب اللغوية وغير اللغوية التي يلجأ إليها المُرسِل في صناعة الخطاب، وتكريس سلطته عبر هذه الأساليب، تحقيقاً لغايات معينة. تتجسد أهمية الإستراتيجية الخطابية في حقل الخطاب السياسي أكثر من غيره في الحقول الخطابية الأخرى، بسبب تعالقاته البينة والمعلنة بمرجعيات سياسية وإيديولوجية، وبالعمليات العقلية- الفكرية التي يؤديها صاحب الغاية لبلوغ أهدافه. فمن خلال دراسة هذه الإستراتيجيات يتمكن الباحث من رصد الاتجاهات السياسية للقوى السياسية، لا سيما السلطة الحاكمة، وتقديم وصف منظم للخطاب السياسي، وجملة أخرى من القضايا . وتناولت دراستنا الموسومة (إستراتيجيات الخطاب السياسي الكوردي -خطاب تأدية اليمين لرئيس حكومة إقليم كوردستان أنموذجاً-) هذا الموضوع عبر تحليل مادة الدراسة تحليلاً علمياً، على وفق منهج تحليل الخطاب، لعينة الدراسة المكونة من خطاب رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق مسرور بارزاني الذي ألقاه يوم تأديته اليمين أمام أعضاء برلمان كوردستان في 11  شهر تموز من عام 2019م. تبين من خلال هذه الدراسة انَّ صانع الخطاب مسرور بارزاني اعتمد في إستراتيجياته الخطابية على مجموعة من أساليب لغوية وغير لغوية، وانَّ للعوامل المؤثرة في بناء شخصيته حضورها في رسم هذه الإستراتيجيات، وانَّ أسلوب الخطاب وعُقده كانا متناغمين مع صورته النمطية عند الجمهور، وواقعيته السياسية ورسوخه الإيديولوجي، كما يُعد خطابه إسهاماً في عملية صنع القرار في إقليم كوردستان العراق، والشروع في قضايا سياسية وإدارية مهمة. وظهر أيضاً انَّ الخطاب السياسي الكوردي هو خطاب السلطة بالدرجة الأساس، يغلب عليه الطابع القومي، لكنه منفتح على الخطابات الأخرى ، وانَّ السلطة الحاكمة الكوردية والقضية القومية من أكثر العوامل المؤثرة فيه.  وقدم البحث مجموعة من التوصيات العلمية، في ضوء ما ظهر من نتائج منها؛ ضرورة الاهتمام بإستراتيجيات الخطاب من قبل القائمين على الخطاب السياسي الكوردي، وضرورة اهتمام باحثي اللغة والسياسية والاجتماع بالخطاب السياسي الكوردي، اعتماداً على منهج تحليل الخطاب.