إمبراطورية الميتاني (حوالي 1500–1300 قبل الميلاد) كانت مملكة ناطقة باللغة الهورية ازدهرت في المنطقة التي تعرف اليوم بكردستان وأجزاء من شمال بلاد الرافدين. كانت عاصمتها واشوكانّي، حيث سيطرت الميتاني على طرق التجارة الرئيسية والأراضي الخصبة بين نهري دجلة والفرات. اشتهروا بعرباتهم الحربية المتقدمة وتأثيرهم في السياسة والثقافة في الشرق الأدنى القديم، واحتفظوا بعلاقات مع مصر والحيثيين وآشور. رغم سقوطهم في يد الآشوريين، استمر تأثيرهم الثقافي والسياسي في المنطقة.
ترتبط جذور إمبراطورية الميتاني التاريخية بكردستان الكبرى بسبب التداخل في الأراضي. كان مركز الإمبراطورية، بما في ذلك عاصمة الميتانيين في واشوكانّي، يقع بالقرب من منابع نهر الخابور في مناطق ذات أغلبية كردية اليوم، مثل جنوب كوردستان (كوردستان العراق) وغرب كوردستان (كوردستان سوريا) وشمال كوردستان (كوردستان تركيا) وشرق كوردستان كوردستان إيران). خلال هذه الفترة التأريخية فإن الثقافة الهورية ساهمت في المزيج الإثني والثقافي الذي شكل الهوية الكوردية. كان السيطرة على طرق التجارة الاستراتيجية للميتانيين مشابهة لأهمية كردستان التاريخية كملتقى حضارات، مع استمرار النضال من أجل الاستقلال الذاتي، كما حدث في تاريخ المنطقة الكردية.
تعد مدن حديثة مثل كركوك (أرفة/عرفة – ارابخا) و سريكاني (سري كاني/واشوكاني) شاهداً على إرث الميتاني. اسم "أرافة"، إحدى مدن الميتاني القديمة، محفوظ في كركوك اليوم، مما يبرز أهمية المنطقة التاريخية. كما يعزز الرابط الجغرافي بين واشوكانّي وسريكاني في سوريا/غرب كوردستان (رۆژئاڤا) هذه الصلة، حيث تتشابه الأسماء اللغوية والثقافية، إذ يحمل كل منهما معنى "منبع المياه". اليوم، تظل سريكاني جزءًا من المناطق ذات الأغلبية الكردية، مما يعزز الاستمرارية التاريخية والثقافية لإرث الميتاني في الهوية الكردية الحديثة.
إرث الميتاني يعد جزءاً من السرد التاريخي الأوسع لأراضي كردستان، مما يساهم في دعم مطالبة الأكراد بأراضيهم الأجدادية.