دور الجهات الفاعلة في بناء السلام
Contenido principal del artículo
Resumen
المستخلص
بنهاية النزاع المسلح لا يعني أن السلام والاستقرار قد تحققا، لأن المرحلة التي تلي النزاع المسلح لا تقل خطورة عن النزاع ذاته، لأن أي فشل في مفاوضات السلام أو أي تصعيد للموقف قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، ويزيد من احتمالية تجدد النزاع، لذا يعد بناء السلام وسيلة لخلاص البلدان التي تعاني من ويلات النزاع المسلح والوصول بها إلى بر الأمان والسلام.
و بناء السلام من المواضيع التي تدخل في صميم الاختصاص الداخلي للدول، كونه يرمي إلى إعادة بناء المؤسسات السياسية والإدارية للدول الخارجة من النزاعات، ولأن عملية بناء السلام تعد من العمليات المعقدة وطويلة المدى، و إن الجهود والآليات الوطنية التي تقوم بها الدول الخارجة من النزاع أحياناً لا تكفي لتعزيز عملية بناء السلام، الأمر الذي يتطلب تظافر الجهود والآليات الدولية إلى جانب الآليات الداخلية وذلك من أجل انجاح هذه العملية وتعزيز السلام المستدام، وعليه تكون الدولة هي المسؤول الرئيسي عن إعادة السلام الى أراضيها ويساعدها في ذلك المجتمع الدولي بكياناته المتنوعة لضمان قيام سلام دائم على أسس متينة غير هشة. ومن أهم الآليات الدولية تتجسد بمنظمة الأمم المتحدة بوصفها المنظمة الأم المسؤولة عن إرساء السلم والأمن الدوليين وفقاً لما ينص عليها ميثاقها، فضلاً عن دور المنظمات الدولية غير الحكومية الذي بدأ يتطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة من خلال دعم عمليات السلام وفض النزاعات وتقديم المساعدات الإنسانية وقدرة الاستجابة السريعة للكوارث البشرية وتعزيز عملية التنمية وحماية البيئة وغيرها.