تناولت الدراسة الحالية دورإستراتيجية التمكين في تحقيق الميزة التنافسية ، و حاولت عرض إطار نظري حديث لأبرز ما قدمه الكتاب والمفكرون بشان متغيري الدراسة، فضلاً عن إطار عملي لآراء عينة مختارة ضمن عينة الدراسة، إذ عُدت إستراتيجية التمكين متغيراً مستقلاً بأبعادها الفرعية المتمثلة في ( المشاركة بالمعلومات، امتلاك المعرفة، الحرية والاستقلالية، فرق العمل، المكافآت )، و قد حظيت باهتمام واسع في السنوات القليلة الماضية بالرغم من جذورها التاريخية التي تمثلت بإحدى الاستراتيجيات المهمة لإدارة الموارد البشرية التي توصف بكونها شريكاً استراتيجياً مهماً يشارك في الإستراتيجية العامة للمنظمة.

     في حين عدَ الميزة التنافسية متغيراً معتمداً حيث أصبح  ضرورة حتمية استجابة للتغييرات البيئية و لمواكبة البيئة الخارجية وفي ضوء ذلك أصبح من الضروري بيان أهم المتطلبات التي تمكن المنظمات من تحقيق الميزة التنافسية من خلال بناء منظمات متمكنة على مسايرة هذا التنافس والتطور.

     وقد هدفت الدراسة الإجابة عن جملة التساؤلات التي شكلت المشكلة المفاهيمية والتطبيقية أولا، واختبار الأنموذج الفرضي للعلاقة والأثر بين المتغير المستقل والمتغير المعتمد ثانياً.  أجريت الدراسة على عينة  تتكون من ( 164 ) فرداً من التدريسيين في جامعة صلاح الدين، معتمدين في ذلك استمارة الاستبانة  بوصفها أداة رئيسية في جمع البيانات المتعلقة بالجانب الميداني. واستخدمت عدداً من الأساليب الإحصائية المناسبة لاختبار الفرضيات بالاعتماد على برنامج  الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية ( spss ). وبرهنت النتائج تحقق اغلب الفرضيات بدرجات متفاوتة، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات وتجسد من أهمها بان إستراتيجية التمكين تؤثر في تحقيق الميزة التنافسية  . وقد خرجت الدراسة بجملة من التوصيات الضرورية للكليات المبحوثة باتجاه التركيز والاهتمام بإستراتيجية التمكين والميزة التنافسية ، فضلاً عن تقديم بعض المقترحات بصدد الدراسات المستقبلية.