إن عقد التأمين على الأقمار الصناعية من العقود باهضة التكاليف لما يترتب عليه من التزامات مالية كبيرة على عاتق طرفيه، وهما المؤمن له والمؤمن، وهذه الحقيقة جعلت من المرحلة التمهيدية لإبرام عقد التأمين على الأقمار الصناعية أن تحتل مكانة بارزة، ومعتبرة من مراحل إبرام العقد لما يتمخض عنه من تحديد لتفاصيل التأمين، والأقساط، والشروط المتعلقة بالخطر، وبنوع التأمين مما يمكن لطرفي العقد من المضي قدماً على تنفيذ التزاماتهما مبنياً على فهم ودراية كاملين. ما يضفي الأهمية على هذه المرحلة التمهيدية هو أن طرفي العقد يعمدون من خلالها لدراسة الحالات، والشروط بشكل مكثف، بالاعتماد على البيانات المتعلقة بالقمر الصناعي واطلاقه، وهناك من الناحية الفنية جملة من الأمور لابد من مناقشتها، والاتفاق عليها بين كل من شركة التأمين من جهة، وبين مالك القمر الصناعي من جهة ثانية، وهذه الأمور تتعلق بالشركة المصنعة للقمر الصناعي، ونوع القمر الصناعي، وتأريخ الإطلاق، والمواصفات الفنية للقمر الصناعي، وشركة الإطلاق، والمقدرة الفنية، والمالية لمالك القمر الصناعي، حيث يقوم بدور الوساطة سماسرة التأمين، أو قد يكون وكيلاً، مفوضاً من شركة التأمين. كما تكون للمفاوضات التمهيدية في هذا العقد دور كبير في تفسير بنود العقد عند غموضها، أو الاختلاف حول مضمونها، إذ أنها تسهل التعرف على المقاصد الحقيقية للطرفين، ولذلك يقوم القاضي بالاستئناس بها كقرينة قضائية، أو كظرف من الظروف الواقعية التي تحيط بالنزاع.