الطائفية في العراق بعد 2003
Contenido principal del artículo
Resumen
بعد تغيير النظام السياسي في العراق عام 2003، شهدت الساحة العراقية تحولات وتغييرات معقدة تنامت وتسارعت في مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 وما رافق ذلك من تعقيدات وتحولات في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية نتج عنها أزمات متعددة ومعقدة ذات تداعيات انعكست بشكل كبير على طبيعة ووحدة المجتمع العراقي، تتمثل أبرز هذه الأزمات في الطائفية، لذا يبقى السؤال هنا، ماهي الطائفية؟
الطائفية ببساطة هي ظاهرة تتاثر بظروف سياسية مع مفهوم اعتبار الذات في تفضيل أبناء المذهب نفسه أو الدين نفسه على غيرهم من المنتمين إلى مذاهب أخرى، والميل الى النبذ والعزلة عن الآخرين أي هي نتاج تفاعل أسباب سياسية ودينية فضلاً عن أسباب اقتصادية واجتماعية ذات مساس مباشر بحياة الفرد اليومية، لتشكل توجهات اجتماعية تعصبية نحو الآخرين، أذن الطائفية حصيلة لواقع ناتج عن عدة عوامل تعود إلى جذور عميقة في بنية مجتمعية ترتد على نفسها أثناء الأزمات كي تمارس دوراً يقبله أفراد الطائفة في المجتمع، وأذا مانظرنا الى الحالة العراقية نجد أن الطائفية ليست ظاهرة مفتعلة أو جديدة، بل هي ظاهرة قديمة لها جذورها التاريخية، ومهما عددنا من أسباب لهذه ظاهرة فلا شك أن الأساس المادي لها هو العنصر الذي أعطاها صفة الاستمرار، فالطائفية لا تكمن في مجرد تعدد الطوائف، فهذا التعدد سابق على قيام الدولة، وإنها تكمن في الأثر المولد للنزاعات من خلال تسيسها وتشويه الأطر الحديثة للحياة السياسية في العراق بعد 2003، بعدما كانت هامشية قبل التغيير سرعان مالبثت وتحولت الى مركز القطب وأخذ هذا التحول بالانتشار في جسد المجتمع العراقي بصورة وضعت وحدة المجتمع والدولة محل نتائج فادحة، تنوعت أسبابها وتعدد فاعلوها على الجانب الداخلي والخارجي، أفرزت تخلخل وتشظي في بنية المجتمع العراقي الى درجة باتت تهدد وحدة العراق ومستقبله السياسي.